حقوق الإنسان
ما هيحقوق الإنسان؟
يمكنتعريف حقوق الإنسان بأنها المعايير الأساسية التي لا يمكن للناس، من دونها، أن يعيشوا بكرامة كبشر. إن حقوق الإنسان هي أساس الحريةوالعدالة والسلام، وإن من شأن احترامحقوق الإنسان أن يتيح إمكان تنمية الفردوالمجتمعتنمية كاملة.
وتمتدجذور تنمية حقوق الإنسان في الصراع من أجل الحرية والمساواة في كل مكان من العالم. ويوجد الأساس الذي تقوم عليه حقوق الإنسان، مثلاحترام حياة الإنسان وكرامته، فيأغلبية الديانات والفلسفات.
وتردحقوق الإنسان في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتحدد بعض الصكوك الدولية، كالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهدالدولي الخاص بالحقوق الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية، ما ينبغي على الحكوماتأنتفعله، وألا تفعله، لاحترام حقوق مواطنيها.
خصائصحقوق الإنسان
• حقوقالإنسان لا تُشترى ولا تُكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس لأنهم بشر .. فحقوقالإنسان "متأصلة" في كل فرد.
• حقوقالإنسان واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي.وقد وُلدنا جميعاً أحراراًومتساوين في الكرامة والحقوق .. فحقوق الإنسان "عالمية".
• حقوقالإنسان لا يمكن انتزاعها؛ فليس من حق أحد أن يحرم شخصاً آخر من حقوق الإنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده، أو عندما تنتهكهاتلك القوانين .. فحقوق الإنسانثابتة "وغير قابلة للتصرف".
• كييعيش جميع الناس بكرامة، فإنه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية والأمن، وبمستويات معيشةلائقة .. فحقوق الإنسان "غير قابلة للتجزؤ".
فئاتالحقوق
يمكنتصنيف الحقوق إلى ثلاث فئات:
1.الحقوقالمدنية والسياسية (وتسمى أيضاً "الجيل الأول من الحقوق")، وهي مرتبطة بالحريات، وتشمل الحقوق التالية: الحق في الحياة والحريةوالأمن؛ وعدم التعرض للتعذيب والتحررمن العبودية؛ المشاركة السياسية وحرية الرأيوالتعبيروالتفكير والضمير والدين؛ وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع.
2.الحقوقالاقتصادية والاجتماعية (وتسمى أيضاً "الجيل الثاني من الحقوق")، وهي مرتبطة بالأمن وتشمل: العمل والتعليم والمستوى اللائقللمعيشة؛ والمأكل والمأوى والرعايةالصحية.
3.الحقوقالبيئية والثقافية والتنموية (وتسمى أيضاً "الجيل الثالث من الحقوق")، وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من التدمير؛والحق في التنمية الثقافية والسياسيةوالاقتصادية.
وعندمانقول إن لكل شخص حقوقاً إنسانية، فإننا نقول، كذلك، إن على كل شخص مسؤوليات نحواحترام الحقوق الإنسانية للآخرين.
الإعلانالعالمي لحقوق الإنسان
الإعلانالعالمي لحقوق الإنسان هو بيان حقوق الإنسان المقبول على أوسع نطاق في العالم. والرسالة الأساسية لذلك الإعلان هي أن لكل إنسانقيمة متأصلة. وقد اعتمدته الأممالمتحدة بالإجماع، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948 (على الرغم من امتناع ثمانيدول عن التصويت). ويحدد الإعلان الحقوقالأساسيةلكل شخص في العالم بغضِّ النظر عن عنصره أو لونه أو جنسه أو دينه أو رأيه السياسي، أو أي رأي آخر، أو أصله الوطني أو الاجتماعي،أو ثروته أو مولده، أو أي وضع آخر.وينص الإعلان على أن تتعهد الحكومات بتأييد حقوقمعينة،ليس فقط بالنسبة لمواطنيها، بل أيضاً بالنسبة لأشخاص في بلدان أخرى. وبعبارة أخرى، فإن الحدود الوطنية لا تمثِّل عائقاً أماممساعدة الآخرين على التمتع بحقوقهم.ومنذ العام 1948، أصبح الإعلان العالمي هوالمعيارالدولي لحقوق الإنسان. وفي العام 1993، عُقد مؤتمر عالمي ضم 171 دولة تمثل 99% من سكان العالم، وأكد المؤتمر التزامه من جديدبإحقاق حقوق الإنسان.
الوضعالقانوني
علىالرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الذي أوحى بالجزء الأكبر من القانون الدولي لحقوق الإنسان، فإنه لا يمثل في حدذاته وثيقة لها قوة القانون. غير أنلهذا الإعلان، بصفته إعلان مبادئ عامة، قوة كبيرةفيأوساط الرأي العام العالمي. وقد تُرجمت مبادئ الإعلان إلى مبادئ لها قوة قانونية في صيغة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيةوالسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوقالاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقدالتزمتالحكومات التي صادقت على هذين العهدين بأن تسنَّ في بلدانها قوانين لحماية تلك الحقوق. غير أن ما يزيد على نصف بلدان العالم لمتصادق على العهد الدولي الخاص بالحقوقالمدنية والسياسية أو على العهد الدولي الخاصبالحقوقالاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وهناك،أيضاً، صكوك إقليمية لحقوق الإنسان، وهي صكوك أوصى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، منها الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسانوالشعوب، والاتفاقية الأوروبية لحقوقالإنسان، والاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان،وهناكالكثير من المدونات القانونية الوطنية التي تكفل حقوق الإنسان.
ما هوتعليم حقوق الإنسان؟
إنتعليم حقوق الإنسان ليس تعليماً حول حقوق الإنسان فحسب، وإنما هو أيضاً تعليم منأجل حقوق الإنسان.
• إنتعليم الناس حول القانون الدولي أو حول انتهاكات حقوق الإنسان، كالتعذيب والتطهيرالعرقي، مثلاً، هو تعليم حول حقوق الإنسان.
• وتعليمالناس كيفية احترام الحقوق وحمايتها، هو تعليم من أجل حقوق الإنسان.
• ويتعلقتعليم حقوق الإنسان بمساعدة الأشخاص على تنمية إمكاناتهم إلى الحد الذي يمكِّنهم من فهم حقوق الإنسان والشعور بأهميتهاوبضرورة احترامها والدفاع عنها.
ويمكنلهذا الدليل أن يُساعدك على مزاولة التعليم حول حقوق الإنسان، ومن أجلها. ومن شأن الأنشطة الواردة فيه أن تُكسب الأطفال مايحتاجونه من مهارات ومعارف ومواقف للعملفي سبيل عالم خال من انتهاكات حقوق الإنسان. ويشتمل كل نشاط من الأنشطةعلى هذه الجوانب من خلال منهجية تعليمية تقومعلىالمشاركة والتفاعل. وقد تبين للمربين في مجال تعليم حقوق الإنسان أن أسلوب المشاركة في التعليم هو أكثر الأساليب كفاءة وفعاليةبالنسبة لتطوير المهارات والمواقف والمعارفلدى الأطفال والبالغين، على حد سواء.
وقديساعدك الشكل الوارد في الصفحة 8 على رؤية هذه العلاقة القائمة بين المهاراتوالمعارف والمواقف والمنهجية.
المهارات:من قبيل الإصغاء إلى الآخرين، إجراء تحليل أخلاقي، التعاون، الاتصال، حل المشكلات، والاعتراض على الوضع القائم. وتساعد هذهالمهارات الطلاب في المسائل التالية:
- تحليلالعالم المحيط بهم،
- تفهُّمأن حقوق الإنسان هي طريقة لتحسين حياتهم وحياة الآخرين،
- العملمن أجل حماية حقوق الإنسان.
المعارف:من قبيل معرفة وجود وثائق لحقوق الإنسان؛ ومعرفة الحقوق التي تتضمنها تلك الوثائق؛ وأن هذه الحقوق غير قابلة للتصرف وتنطبقعلى جميع البشر؛ ومعرفة عواقب انتهاكحقوق الإنسان. وتساعد هذه المعارف الأطفال علىحمايةحقوقهم وحقوق الآخرين كذلك.
المواقف:من قبيل أن حقوق الإنسان ذات أهمية؛ وأن الكرامة الإنسانية متأصلة في جميع البشر؛ وأنه ينبغي احترام الحقوق؛ وأن التعاونأفضل من الصراع؛ وأننا مسؤولون عنأفعالنا؛ وأننا نستطيع أن نحسِّن عالمنا إذاحاولناذلك. وتساعد هذه المواقف على تنمية الأطفال أخلاقياً، وتعدُّهم للمشاركة الإيجابية في المجتمع.
المنهجية:إن منهجية المشاركة والتفاعل تُشرك الأطفال في عملية التعلم إشراكاً كاملاً، فيصبحون مع معلمهم مكتشفين نشيطين للعالم المحيطبهم، بدلاً من أن يكونوا مجردمتلقين سلبيين لخبرة المعلم. وهذه المنهجيةملائمةبصفة خاصة عند تناول مسائل حقوق الإنسان، حيث تنطوي في كثير من الأحيان على العديد من وجهات النظر المختلفة حول مسائل معينة،وليس على إجابة واحدة "صحيحة".